Tuesday, October 17, 2006

يومٌ يُشْبِهُ نفسُهُ

اليومُ نفسُهُ
يتكرّرُ
مليئاً بأتربةِ الصّيفِ الدّاكنة
كسولاً يجرُّ لعنةَ العاطلينَ عن العمل
باعةَ المُخدرات
أطفالَ الشوارعِ
صُراخَ البَّاعةِ المتجولين
شتائمَ السُّكارى
ضجرَ الطُلابِ من سائقِي الحافلات
اليومُ نفسُه صارَ رديئاً
مثلَ أوراقِ الصّيفِ المبذولةِ في الشارع
تحتَ أحذيةِ العابرين
يومٌ
محملٌ بأثقالِ الدِّيونِ العامة
والصَّرفِ الصّحي الرَّدئ
والشوارعِ القَذِرَة
وأكاذيبِ الوزيرِ لتبريرِ الزيادةِ في أسعارِ المحروقات
وشكاوى النِّساءِ من هروبِ أزواجهن للعبِ الكوتشينة
ومزمزةِ الخمورِ البلديةِ الرَّديئة
ومُضَاجعةِ النِّساءِ في غرفِ الفنادقِ الرخيصة
اليومُ نفسُه يتسكعُ في دورةِِ الحياة
أشبهُ
بقاربٍ مثقوبٍ تُأرْجِحُه المياهُ
في سبيلِ ذهابِهِ الحزينِ للقاع
موجوعاًً بخسائرهِ الجسيمة.
اليومُ نفسُه
كادَ أن يُغادرَ العالمَ بصمتٍ
سِوى أن تدابيرَهُ تلكأت في وحلِ الخيباتِ
وخانَتْهُ
مثلَ كل الغيومِ التي تفشلُ في ميراثِ المطر
ظلَّ اليومُ يتكرّرُ
يلوكُ
رتابةَ سيرتهِ كأحلامِ المُشردين .

02/10/2006

Tuesday, October 03, 2006

عزاء وحيد




كان يجب
أن نرفع اليوم أكُفنا بالفاتحة
العزاء
مضى عليه وقت من الحزن
في المدينة
الواقعة على بعد صرخة عالية من الصوت
كل امرأة حزمت دموعها بعناية
وشعرَها منكوش مثل أعشاب داستْها البهائم
إذن
يلزم هذا الحزن عباءة سوداء
لا تخلو من غبار
وسورة تشبه المناسبة
بعد كل هذا العناء
لم يكن بالبيت
امرأة تستقبل القادمين بالعويل
سافرت في أخر الليل
/ طبعاً /
لتحصد بقايا تراب من مسرح الموت
تحت ظلال الوطن .






الثالثة ونصف صباحاً




اًأباريقٌ

قوَّستْها النّار لصلاةٍ تشطر السّماء

بقراءةٍ

يتلقفها الملائكة قبل شروق الشمس

المؤذِّنُ تكاسل هذا الصباح

ولم يتوانى الدِّيكُ في الصِّياحِ كعادتهِ

تحت الذريعة نفسها في الهروب من قيامة الشيطان

ركعتانِ

وإبليس يقظاً يقدم القرابين للنعاس

أخيراً توضّأ الرجلُ

وعصف بجنّة الوسواس في التشهد الوحيد

من صلاة الفجر .

As Seen On TV
Free Web Counter
As Seen On TV